يعد السكري والسمنة من أهم العوامل المؤثرة على الصحة العامة، حيث يشكلان خطراً كبيراً على صحة الأفراد ويؤديان إلى مضاعفات صحية متعددة، من بينها زيادة احتمالات الإصابة بسرطان الخلايا الكبدية.
أظهرت الأبحاث الحديثة أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري وزيادة الوزن وبين ارتفاع خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان.
السمنة، وخاصة تراكم الدهون حول منطقة البطن، تؤدي إلى تغييرات هرمونية واستقلابية تزيد من مستويات الالتهابات في الجسم، مما يعزز احتمالات تحوّل الخلايا السليمة في الكبد إلى خلايا سرطانية. وبالمثل، يرتبط السكري من النوع الثاني بزيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد، نتيجة التأثيرات السلبية لارتفاع مستويات السكر في الدم ووجود مقاومة للأنسولين، مما يؤدي إلى تلف الكبد بمرور الوقت ويزيد من احتمالية تكون الخلايا السرطانية.
يعد التهاب الكبد الدهني غير الكحولي، الذي ينتج عن زيادة تراكم الدهون في الكبد، أحد المظاهر المشتركة لدى المصابين بالسمنة والسكري، ويُعتبر عاملاً رئيسياً في تطور سرطان الكبد. ووفقًا للعديد من الدراسات الطبية، فإن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة ومرض السكري يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد بثلاث مرات مقارنةً بغيرهم.
للوقاية من خطر الإصابة بسرطان الكبد المرتبط بالسمنة والسكري، يُنصح باتباع نظام غذائي صحي يعتمد على تناول الأطعمة الغنية بالألياف والحد من السكريات والدهون الضارة. كما يُعتبر النشاط البدني المنتظم عاملاً مهماً في الحفاظ على وزن صحي والسيطرة على مستويات السكر في الدم. من الضروري أيضًا المتابعة الطبية الدورية لمراقبة وظائف الكبد والتدخل المبكر في حال ظهور أي علامات تدل على وجود مشكلات صحية.
بتحسين نمط الحياة، يمكن تقليل احتمالات الإصابة بسرطان الخلايا الكبدية والتمتع بصحة أفضل على المدى الطويل.